الإكوادور تعتذر لعمال تعرضوا لـ"عبودية معاصرة" في مزارع شركة يابانية
تعويضات لنحو 300 مزارع ومزارعة
قدمت الحكومة الإكوادورية، يوم السبت، اعتذارًا رسميًا لنحو 300 مزارع ومزارعة عملوا في ظروف وصفتها المحكمة الدستورية بأنها "عبودية معاصرة" داخل مزارع تابعة لشركة "فوروكاوا" اليابانية لإنتاج ألياف الأباكا.
وتدير الشركة نحو 23 ألف هكتار من مزارع الأباكا موزعة على ثلاث مقاطعات ساحلية في الإكوادور، حيث يشكل السكان المنحدرون من أصول إفريقية الغالبية وفق فرانس برس.
ظروف مهينة للكرامة الإنسانية
وفق شهادات قُدّمت في ديسمبر الماضي أمام المحكمة في كيتو، تحدث العمال عن ظروف معيشية قاسية، من بينها ولادة النساء لأطفالهن داخل مخيمات مكتظة تفتقر إلى أدنى شروط النظافة، إضافة إلى حرمان مصابين من الرعاية الطبية اللازمة.
وأكدت المحكمة أن شركة فوروكاوا أجبرت العمال على العيش في ظروف غير إنسانية على مدار خمس سنوات، في انتهاك صريح للحقوق الأساسية.
120 ألف دولار لكل عامل
قضت المحكمة الدستورية في الإكوادور حينها بإلزام شركة فوروكاوا بدفع 120 ألف دولار أمريكي لكل عامل أو عاملة من أصل 342، إلى جانب اعتذار علني، غير أن الشركة رفضت الامتثال للحكم، معللة ذلك بـ"عدم توفر السيولة"، وواصفة مبلغ التعويضات بأنه "غير متناسب".
الدولة تقرّ بالتقصير وتعتذر علناً
خلال مراسم الاعتذار الرسمي في ساحة الاستقلال بالعاصمة كيتو، صرّحت وزيرة العمل في الإكوادور إيفون نونيز بأن ما حدث يمثل انتهاكًا لجوهر الكرامة الإنسانية، مشيرة إلى أن الدولة نفسها تجاهلت محنة العمال لسنوات.
وردّد العمال السابقون خلال الحفل شعارات تطالب بـ"العدالة والتعويضات"، من بينها "عبودية معاصرة، لن تتكرر أبدًا"، و"تعويضات، تعويضات".
تُستخدم ألياف الأباكا، المستخرجة من نبات ينتمي إلى فصيلة الموزيات، في صناعة المنسوجات وقطع السيارات، وتُعد شركة فوروكاوا من أبرز الشركات الأجنبية العاملة في هذا القطاع في أمريكا اللاتينية.
وسلطت القضية الضوء على الفجوة القانونية والرقابية التي تُمكّن بعض الشركات من استغلال العمال في مناطق مهمشة، خاصة في الدول النامية وما يرافق ذلك من انتهاكات لحقوق الإنسان.